نور الاسلام مديرة المنتدى
الجنس :
عدد المساهمات : 8681 تاريخ التسجيل : 12/01/2011 الموقع : قلوب لا تعرف الكذب العمل/الترفيه : في المجال النفسي
| موضوع: تعديل مشكلات اللغة لدي الأطفال ذوي التوحد الخميس مايو 05, 2011 12:06 am | |
| تعديل مشكلات اللغة لدي الأطفال ذوي التوحد
ماذا يمكن أن نفعل من أجل تعديل مشكلات اللغة والتواصل لدي أطفال الاوتيزم؟ لقد أوضحت الدراسات السابقة أن المشكلات المتعلقة باللغة والفهم عموماً تستمر في الظهور في مرحلة البلوغ حتى في أكثر الأفراد ذوي الاوتيزم كفاءة. وكثير من الأبحاث والدراسات توضح إن اضطرابات التواصل لدي ذوي الاوتيزم تعد اضطرابات مركزية وأساسية وتؤثر بدورها في ظهور اضطرابات أخري مثل التفاعل الاجتماعي ام غيره من الاضطرابات التي تتأثر باكتساب اللغة علي النحو الصحيح.
ومع ذلك يشير "هولين" Howlin , 1989 , إلي أن هناك العديد من الأساليب التي يمكن إتباعها من اجل تعديل التواصل اللفظي في مرحلة البلوغ للأفراد ذوي الاوتيزم, حتى بالنسبة للأفراد الذين يمتلكون القليل أو تنعدم لديهم اللغة المنطوقة, والتدخل في مثل هذه الحالات يكون من اجل مساعدة هؤلاء الأفراد عي تطوير طرق أكثر كفاءة وقدرة للتعبير عن احتياجاتهم.
هذه بعض الأساليب التي تساعد ذوي الاوتيزم علي زيادة فهم ما يدور حولهم أو ما يقال لهم في حديث كما يساعد علي خفض الحديث غير الملائم الصادر عنهم. ومن ثم تساعد هؤلاء الأفراد علي تعديل بعض جوانب الاضطرابات في التواصل اللفظي واللغة المنطوقة لديهم وذلك من خلال مساعدة ذوي الاوتيزم بهذه الأساليب : أولاً : العمل علي زيادة الفهم وتقليل التعبير اللفظي غير الملائم.
يمكن ان يتحسن مستوي التفاعل الاجتماعي للأفراد ذوي الاوتيزم ويزداد تعاونهم وإتباعهم للتعليمات المقدمة لهم إذا ما قدمت للفرد مساعدة أكبر لفهم المطلوب منه. وهذا يتطلب تغيير في الأسلوب الذي يتبعه المحيطين بالأفراد ذوي الاوتيزم في تفاعلهم معه اجتماعياً أكثر من كونه يحتاج إلي تغير في الفرد ذو الاوتيزم في حد ذاته. 1) تعديل أسلوب التواصل الذي يقوم به الآخرين معهم: أي انه ببساطة إذا ما أعيدت صياغة ما قيل من إرشادات وتعليمات بصورة أبسط يساعد ذلك علي فهم أوضح لما يقوله الآخرين لذوي الاوتيزم.
في بعض الأحيان تكون إعادة صياغة المعلومات المقدمة لهؤلاء الأفراد كافية لأن تقدم الإجابات المطلوبة ولكن في اغلب الأحيان تحتاج المعلومات المقدمة إلي طرق بديلة من أسلوب الشرح والتوضيح أو حتى الاستعانة ببعض الأساليب غير اللفظية كوسائل مساعدة للفهم. 2) العمل علي رفع مستوي التأكد لدي هؤلاء الأفراد:
حيث يشير "ماك دوف " وآخر Mac-Duff & etal , 1993, إلي أن تقدم المعلومات في صورة مرئية تكون أكثر فاعلية بتقديم نفس المعلومات من خلال وسائل لفظية فقط.
يعد تكرار الأفراد ذوي الاوتيزم للحديث بصورة مستمرة أحد الأساليب التي يلجؤن اليها لنيل اهتمام المحيطين بهم من الأفراد العاديين. 3)تقليل الاهتمام بالحديث غير الملائم: وفي مثل هذه الأحوال فإن عدم الاهتمام الزائد من جانب الأفراد العاديين بالأفراد ذوي الاوتيزم في تلك الحالة من شأنه أن يقلل من هذا الأسلوب إذ يعمل عدم الاهتمام هذا إلي الانطفاء التدريجي لسلوك تكرار الحديث غير الملائم.
يعد أسلوب وضع قواعد محددة للتفاعل الاجتماعي للأفراد ذوي الاوتيزم أحد الأساليب الفعالة والذي يفضل أن يتم في السنوات الأولي من العمر, والمثال علي هذا الأسلوب وضع قواعد خارجية مثل : 4) وضع القواعد: ( أين ـــ متى ـــ كم مرة ـــ مع من ) لإرشاد ذوي الاوتيزم لاستعمال مثل هذه الكلمات في اللغة.
وإذا أمكن تعليم الأطفال منذ السنوات الأولي من العمر علي ذلك يكون أفضل, رغم انه من الممكن تدريب الأفراد الأكبر في العمر الزمني من ذوي الاوتيزم علي مثل هذا الأسلوب إلا أن هذا يتطلب وقت زمني طويل, ومن جانب آخر تكون الصعوبة في التعامل مع هؤلاء الأفراد اقل لو أن الخطوات قد تم اتخاذها في الوقت المناسب في فترة الطفولة. وهنا يجب التأكيد علي أهمية أن يقدم الآباء المساعدة المبكرة بعد استشارة متخصصين لمعرفة المرحلة التي سوف تظهر فيها مثل هذه السلوكيات التي تمثل مشكلة وكيفية التعامل معها والأكثر أهمية أنه علي أيدي المتخصصين يمكن توفير المساندة الملائمة التي تمكن أولياء الأمور من التدخل بفاعلية.
كما يتضح اضطرابات اللغة والنطق لدي ذوي الاوتيزم أن قدراتهم اللغوية محدودة وحصيلتهم منخفضة إذا ما قورنت بأقرانهم العاديين في نفس العمر الزمني, ومن ثم فإن أسلوب تدريس المهارات البديلة للأفراد ذوي الاوتيزم يعد بمثابة إمداد هؤلاء الأفراد بحصيلة لغوية جديدة تضاف إلي ما لديهم من محصول لغوي كما تساعدهم علي تعلم بعض السلوكيات والمهارات الاجتماعية الجديدة والتي يمكن أن يؤدي تعلمها إلي خفض الاضطرابات السلوكية واللغوية الموجودة لدي هؤلاء الأفراد بدرجة ما. ثانياً : تدريس المهارات البديلة:
ويعتمد أسلوب تدريس المهارات البديلة للأفراد ذوي الاوتيزم علي أسلوب لعب الأدوار الاجتماعية من خلال إشراك هؤلاء الأفراد في بعض الأنشطة مثل لعب دور في مسرحية أو الاشتراك في تجمعات ذات مهارات اجتماعية معدة مسبقاً من اجل أن تساعد في تدريس مهارات حوارية ملائمة لهؤلاء الأفراد.
ويؤكد "هولين" وآخر Howlin & etal , 1995 , علي فاعلية إشراك الأفراد ذوي الاوتيزم في لعب الأدوار الاجتماعية في تعلم المهارات البديلة بصورة فعالة أكثر إذا ما قورن هذا الأسلوب بالتغذية المرتدة من خلال وسائل سمعية أو بصرية, إذ أن أسلوب لعب الأدوار الاجتماعية لتعلم مهارات بديلة يساعد علي تحسين أسلوب تبادل الحوار وبعض السلوكيات المحددة في طريقة التحدث مثل نبرة الحديث أو سرعة نطق الكلمات.
يعد تعبير ذوي الاوتيزم عن مشاعرهم وانفعالاتهم من المشكلات الرئيسية لدي هؤلاء الأفراد, إذ أن الفهم الكامل للمفاهيم المعنوية مثل المشاعر أو الأحاسيس أو حتى الألم أو التعبير عنه يعد صعب للغاية, وكنتيجة حتمية لتلك الاضطرابات إذا لم يتم تقديم المساعدة لهؤلاء الأفراد لتطوير المهارات التي تتلاءم معهم لمساعدتهم في التعبير عن المشكلات البدنية والانفعالية وحالتهم النفسية في المراحل اللاحقة من الحياة فإن يمكن أن تظهر مشكلات مختلفة مرة ثانية. ثالثاً : تعديل التعبير عن المشاعر والتعامل مع المفاهيم المعنوية:
والحل الأمثل كما يذكر "هادوين" وآخر Hadwin & etal , 1996 , يتمثل في البدء في التدريبات لهؤلاء الأفراد منذ الصغر, إذ أمكن إثبات جدوى تقديم بعض الجلسات التدريبية للأطفال ذوي الاوتيزم الذين تتراوح أعمارهم بين (4-9) أعوام حيث أمكن تدريب هؤلاء الأطفال ليتعلموا كيف يستخدمون مفاهيم عقلية مرتبطة بمعتقدات الآخرين ومشاعرهم, أيضاً أمكن التوصل إلي أن التدريبات المختصرة كانت لها نتائج فعالة إلا أن "هادوين" يقترح في دراسته أن التدخل المطول والتدريبات المتكررة تؤدي إلي تحسن ملحوظ في مهارات هؤلاء الأفراد سواء فيما يتعلق بالاتصال أو الفهم.
الباحث/ أحمد محمد عبد الحميد | |
|