فوائد قراءة سورة الفاتحة

الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل واشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين .... وبعد:

فهذه فوائد معدودات من سور القران المباركات اخترت من كل سورة فوائد تحضرني في خاطري واخترت من الفوائد ما هو مفيد لشبابنا و مزيد لزملائنا وأحبتنا طلبة العلم .... وغالب الفوائد حرصت أن تكون عقدية ثم الفقهية ثم اللغوية وان كنت نادرا ما أذكر الفوائد اللغوية .... والله الكريم اسأل أن يعيننا على إتمام عملنا وان يجعله خالصا لوجهه تعالى ومفيدا لإخواننا و والله أنا اكتب في هذا الموضوع باليمنى وفي اليسرى راية مكتوب عليها : لن يؤمن أحدكم حتى يحب لنفسه ما يحب لغيره . فو الله إخوتي لما استفيد فائدة من عند مشايخنا أتمنى لو أن كل الإخوة والأخوات تذوقوا لذة تلك الاستفادة مثلي وركزت على أهمها وابلغها نفعا للمقام وهذا أكيد كعادتنا التي ربونا عليها العلماء وهي الاستشارة والاستخارة

فالله الكريم اسأله أن يوفقنا ويبصرنا بعيوبنا وان يجعل هذا العلم خالصا لوجهه الكريم

رب زدني علما ووفق ياكريم .

الفوائد:

- الفاتحة سميت الفاتحة وأم الكتاب والشافية والوافية والكافية والأساس والحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم كما ورد في صحيح البخاري أن النبي قال لأبي سعيد بن المعلّى: (لأعلّمنّك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته). وفوائدها جمة لا تكاد تحصى وأنا اخترت منها عشرة فوائد وهي:

1- ابتدأ الله تعالى الفاتحة بالبسملة فيها فوائد جمة إلا إني اقتصر على بعضها وأعزها فأقول :في فوله تعالى { بسم الله } جار ومجرور متعلق بمحذوف فعل مؤخر مناسب للمقام والتقدير اختلف فيه العلماء والأقرب للصواب كما هو الشيخ عبد الرحمن السعدي هو أن التقدير ابتدي باسم الله يعني ابتدي بكل اسم لله تعالى لأن لفظة اسم مفرد مضاف فيعم جميع أسماء الله تعالى.

2- قي قوله تعالى { الرحمن الرحيم } الرحمن اسم من الأسماء التي اختصت بالله عز وجل فلا يجوز إطلاقه على غيره مهما بلغ هذا الغير من رحمة ؛ ومعناه المتصف بالرحمة الواسعة ... أما الرحيم فيجوز إطلاقه على غيره ومعناه ذو الرحمة الواصلة التي يوصلها عز وجل إلى من يشاء من عبداه كما قال تعالى { بعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون }

3- معاني الحمد كثيرة اختلف فيها العلماء والذي نتبناه بإذن الله في تعريف الحمد وهو الذي قال به ابن عثيمين رحمه الله في شرح نظمه الأصول والقواعد الفقهية المعروف قال الحمد هو الوصف بالكمال وإذا تكرر صار ثناءا ودليله وهو قول الله عز وجل كما في الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ((ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ)) الفاتحة:2، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: ((ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ)) الفاتحة:3 قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: ((مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ)) الفاتحة:4 قال الله: مجّدني عبدي، أو قال: فوض إليّ عبدي، فإذا قال: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) الفاتحة:5 قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ((ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ)) الفاتحة:6، 7, قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). و يندرج في الحمد كل انواعه لأن الألف واللام تفيد الاستغراق وهنا فائدة عزيزة ذكرها لنا شيخنا الفاضل الشيخ عبد الحكيم ناصري حفظه الله ولم أجدها عند غيره سواءا في المسموع أو المقروء قال : والحمد هنا يشمل الحمد المحقق والحمد المقدر والحمد المقدر المحقق معروف وهو الحمد الحقيقي أما الحمد المقدر وهو المقصود به في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المعروف قال { وأوتيت المحامد كلها } فمن كان له زيادة علم في هذه النقطة أو نسبة قول لقائلها فأفيدونا أحسن الله إليكم

4- السورة فيها دلالة على أقسام التوحيد الأربعة وهذا فيه رد على المبتدعة الذين قالوا إن تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد المتابعة من المحدثات وانه لم يعهد عند السلف. قال العلماء في قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين } فيه إشارة إلى توحيد الربوبية وفي قوله تعالى{ الرحمن الرحيم } فيه إشارة إلى توحيد الأسماء والصفات { وفي قوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين } فيه إشارة إلى توحيد الإلوهية أو العبودية وفي قوله تعالى : { صراط الذين أنعمت عليهم } فيه إشارة إلى توحيد المتابعة وهذا سنعرفه

5- في قوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين } فيه نكتة وهي أن الله قدم العبادة على الاستعانة وهذا التقديم من قبيل تقديم العام على الخاص إذ أن حقه تعالى مقدم على حق عباده والعبادة اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من أقوال وأفعال واعتقاد كما قال ابن تيمية رحمه الله.

6- وأعظم واجل واسعد فائدة وهي بشرى لكل سلفي . اعلموا بارك الله فيكم ان في هذه السورة دلالة على أحقية المنهج السلفي المبارك وهذه الفائدة العزيزة أخذتها من عند الشيخ سليم بن عيد الهلالي حفظه الله وهو احد حسنات الألباني رحمه الله . قال إن في قوله تعالى { صراط الذين أنعمت عليهم } المعلوم عند أهل السنة أن أعظم التفسير تفسير القرآن بالقرآن إذ أن الله سبحانه هو اعلم بمراده وفي هذه الآية إبهام بينته آية أخرى في سورة النساء في قوله تعالى { من يطع الرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا}. فهده الآية فيها ما معنى أنعمت عليهم وهم ألأنبياء وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم . والصديقين وخيرهم أبو بكر الصديق رضي الله عليه . والشهداء وخيرهم عمر ابن الخطاب وعثمان ابن عفان رضي الله عنهما والدليل على هذا ما ورد في الصحيح لما ارتجف جبل احد وكان على متنه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال له صلى الله عليه وسلم :{ اثبت احد فإن فوقك نبي وصديق وشاهدان }. وخير الناس هم الصحابة والتابعين ومن تابعين لهم بإحسان قال الرسول صلى الله عليه وسلم : { خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم } وهذا فيه دليل لأهل السنة السلفيين لأنهم منتسبون إلى خير سلف من الصحابة والتابعين و تابعين لهم بإحسان وفيه قمع ودك لحصون أهل البدع الذين قالوا إن دعوتنا دعوة محمد ابن عبد الوهاب تقليدية هداهم الله وأصلح بالهم وكف عنا شرهم .

فنسأل الله أن يثبت قلوبنا على المنهج الحق فقد مر رجل على الإمام احمد وقال الحمد لله على الإسلام فقال له الإمام احمد : قل الحمد لله على الإسلام والسنة . وأنا أقول والله اعلم الحمد لله على الإسلام والسنة والسلفية .

هذا وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك