صلوات الشهر الفضيل

قال صلي الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ( الصوم جنه ) أي وقاية من المعاصي لأنه يقوي العزيمة ويصح الجسم وقال من صام رمضان في إنصات وسكوت وذكر الله تعالي وحرم حرامه ولم يرتكب فيه فاحشة وينسلخ إلا وقد غفرت ذنوبه كلها وقال إن الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .

ولا يصح للإنسان صومه بدون ذكر الله تعالي وبدون الصلاة وفي هذا الجزء من الملحق سوف نتحدث عن الصلوات التي فرضها الله علينا في هذا الشهر الكريم من شهور السنة الهجرية . فبالإضافة إلي الصلوات الخمس والسنن التي فرضها الله علينا خلال أيامنا العادية فقد زادها الله سبحانه وتعالي علينا في هذا الشهر الكريم فإنها أحد نفحات الله علينا ومن كرمه على عباده حتي يرجعوا إلي الله تعالي تائبين أصحاء من الذنوب والمعاصي والمرض . ومنها :-
صلاة التراويح
من الصلوات المسنونة في شهر رمضان وأحد السنن الواجب إتباعها إقتداء برسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام
هي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحه، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيام رمضان.
وهي سنة عن الرسول الكريم وكما قيل أنها فرض كفاية ، وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان لم ينكرها إلا مبتدع .
كما أن الرسول الكريم كان يقوم بعدها ليخرج للصلاة في المسجد مره أخري وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها . ولما مات رسول الله – صلي الله عليه وسلم – أحيا هذه السنة الطاهرة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه وأرضاه - . لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فهي ولم يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها، فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه، فقد قرن صلى الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـالسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
وفي رواية في الصحيح كذلك عنهمن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
فعليك أخي الكريم ألا يفوتك هذا الفضل، فما لا يدرك كله لا يترك كله
واحذر أشد الحذر السمعة والرياء، فيها وفي غيرها من الأعمال، فهما مبطلان للأعمال مفسدان لثوابه
وتبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وفعلها في أخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم ، وهذا لقول عمر – رضي الله عنه - : " والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون " .
وكما اختلف الفقهاء على عدد ركعاتها فالبعض يقول أنها عشرون ركعة وبعضا يقول أنها ثمانية بخلاف الشفع والوتر وتصلي مثني مثني كل ليلة وبعد كل أربع ركعات يجلس المصلون قليلا للاستراحة ولا توجد سور محدده لأداء هذه الصلاة المباركة ولكن من المستحب أن يختم فيها القرآن الكريم حتي يسمعه الناس أجمعين
كما يجوز لكل من النساء والرجال صلاتها فرادى أو جماعه في البيت أو المسجد وكما قيل أن أداؤها في المسجد أفضل من البيت وهذا حفاظا على ما قام به المسلمين طوال العصور الماضية والبعض يقول أن أداؤها في البيت أفضل حيث أنها ليست مكتوبة على المسلمين كما كتبت عليهم الصلوات الخمس وهنا يختلف أراء الفقهاء ولم يتفقا على رأي واحد ولكن الغالبية تتفق على أن المسجد هو أفضل الأماكن التي تصلي فيها التراويح لما يستحضر المرء داخله من هيبة لله سبحانه وتعالي حين أنه دار العبادة له عز وجل .

صلاه التهجد :-
والتهجد تكون ركعتين ركعتين مثل صلاه التراويح ولكن الاختلاف بينهما أن صلاه التهجد توتر بركعة واحده بعدها فقط ولكن صلاه التراويح بعد أداؤها سواء كانت عشرين أو ثمان ركعات لابد من أداء صلاتي الشفع والوتر ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى .
ومن الأدعية التي تقال في صلاة التهجد دعاء الاستفتاح ومنها " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالي جدك ولا إله غيرك " رواه الأربعة . وهناك دعاء آخر : " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد " . رواه البخاري ومسلم .
ومنها ما أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بالله.

صلاه التسابيح
وهي أحد الصلوات المسنونة التي علمها الرسول – صلي الله عليه وسلم – لعمه العباس – رضي الله عنه – فقال : " أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت وأنت قائم : سبحان الله والحمد لله ولا غله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقول عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقولها عشرا ثم ترفع من السجود الأول فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع من السجود الثاني فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ثم تفعل ذلك في أربع ركعات " .
وهذه الصلاة ليست مرتبطة بشهر رمضان المبارك ولكن يجب على كل مسلم تأديتها مرة واحدة من السنة ولكن أغلب المسلمين يفضلون أداؤها في الأيام العشر الأواخر من الشهر الفضيل لما فيه من مضاعفة للحسنات ولكسب فضل صلاة الجماعة

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام، وجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر ، ونسأل الله أن يمكن فيه للإسلام والمسلمين وأن يذل فيه الكفر والكافرين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين