الطفل الاعسر

موضوع: الطفل الاعسر الجمعة يوليو 22, 2011 2:05 pm

الطفل الأيسر أذكى

:: د. كريمـة مطر المزروعي ::
|\ كليـة التربية - جامعة الإمارات العربية المتحدة /|

حقوق النسخ والطبع والتوزيع محفوظة للمؤلف 2-2006

يعتبر مستخدم يده اليسرى مظلوما في عالم اليمين حيث صمم كل ما حوله لخدمة مستخدمي اليد اليمنى. وقد زاد في الآونة الأخيرة عدد الطلاب مستخدمي اليد اليسرى في الكتابة نظراُ لوعي الآباء المتنامي بأن استخدام اليد اليسرى ليس عيبا خلقيا بل مجرد اختلاف ليس أكثر. ومعنى هذه الزيادة (والتي تقدر بحوالي 15%) بأن مسئولية معلم الكتابة تنامت لأن المعلم الذي يستخدم يده اليمنى يقف بطريقة مريحة له أمام السبورة ويعلم الطلاب الكتابة باستخدام يده هو لا يد الطلاب باختلاف اتجاهها، لذا قد يصعب على الطالب المستخدم يده اليسرى أن يطبق ما تعلمه للتو من معلمه. خاصة وأن أشياء كثيرة في الفصل قائمة على راحة اليد اليمنى في الكتابة مثل مكان الدرج ومكان الصفحة من زاوية العين والتي يجب أن تؤخذ في الحسبان.
تفضيل اليد اليمنى أو اليسرى في الكتابة والحياة:

قبل كل شيء يجب أن يتأكد المعلم بأن الطالب يعتمد على يده اليسرى في الكتابة وليست اليمنى، وقد تكون المسألة سهلة في المراحل العليا من الدراسة ولكن في المراحل الدنيا يصعب على الطالب نفسه معرفة يد الكتابة وذلك لأن الطالب صغير السن عادة يستخدم يديه الاثنتين بنفس المقدار. وفي مجتمعنا الإٍسلامي يشجع الطفل على استخدام يده اليمنى في معظم الأمور مما يجعل التنبؤ بيد الكتابة صعبا على الأهل وقبل دخول المدرسة. وهناك عدة طرق سهلة تمكن معلم الروضة والصفوف الدراسية الأولى من مساعدة الطالب على التعرف على يد الكتابة ومن هذه الطرق:
1- استخدام الدمى اليدوية: بأن يضع المعلم الدمية اليدوية على المنضدة ويطلب من الطالب أن يدخلها في يده ويبدأ التمثيل. فإن لاحظ المعلم أن الطالب أدخل الدمية في يده اليمنى أو أنه يميل إلى تحريكها فتلك إشارة بأن اليد اليمنى ترجح أن تكون يد الكتابة.
2- استخدام المسمار والمطرقة البلاستيكية: بأن يلاحظ المعلم بأي يد أمسك الطالب المطرقة. فإن كان يمسك المطرقة باليمنى ويجد راحة في ذلك فقد تكون تلك إشارة بأنها يد الكتابة.
3- استخدام أواني زجاجية أو بلاستيكية وأغطيتها: يطلب المعلم من الطالب أن يختار وعاء وغطاء مناسبا له في الحجم ثم يحكم إغلاق الإناء، وعلى المعلم ملاحظة اليد المستخدمة في تحريك الغطاء وتدويره حول فوهة الزجاجة فهذه الحركة تعتبر مؤشرا جيدا.
4- استخدام المقص: يستخدم عادة صغار السن اليدين في القص والطعام لذا يصعب على المعلم وحتى الأسرة معرفة يد الكتابة. وهنا يأتي دور المعلم في إعطاء الطفل مقصا (غير حاد) مع ورق وملاحظة اليد التي تمسك المقص، ثم يقوم المعلم بتغيير لون الورقة ، ثم تغيير إتجاه القص كأن يقص متبعا دائرة ثم نجمة ثم مربعا ليلاحظ مرونة حركة اليد أثناء القص.
أمور يجب مراعاتها لتدريب مستخدم اليسرى في الكتابة:

إذا ثبت استخدام اليد اليسرى في الكتابة ،فإن هناك بعض الاحتياطات التي يجب أن يراعيها المعلم حتى تيسر على الطالب الكتابة ولا تجعها كلا على صاحبها. فإذا سمح للطالب بأن يكتب باليد اليسرى دون توجيهه وإرشاده إلى كيفية الكتابة ستتكون عنده عادات خاطئة في الكتابة مثل البطء وعدم النظام، ومن شأن تلك العادات أن تجعل الكاتب يحيد عن الكتابة طوال حياته، ومن الأساسيات التي يجب مراعاتها:
1- مكان الصفحة: توضع الزاوية اليمنى السفلية من الصفحة أو الكراسة التي سيكتب عليها في اتجاه جسد الكاتب في بحيث تكون مريحة لكفه وساعده في الكتابة، وتعدل الزاوية بما يناسب راحة الطالب. ويقصد براحة الطالب راحة الك والساعد والكتف. وتوضح الصورة الآتية الزاوية المقصودة
و توضح الصورة التالية زاوية الورقة والتي تتغير بتغير اليد التي يكتب بها الطالب. فالورقة الأولى (اليمنى) تناسب من يكتب باليد اليمنى والثانية من يكتب باليد اليسرى وقد تعدل الزاوية قليلا إذا تغير إتجاه الكتابة (كالكتابة من اليمين لليسار في العربية والعكس بالإنجليزية).

الطفل الاعسر Direction

2- مكان القلم: يتحرك القلم تقريبا من المنظقة الموازية لنصف جسد الطفل الأيسر إلى نهاية الدرج أو المكتب. ويحمل القلم بين الإبهام والسبابة و بدعم من الوسطى، مشيرا سن القلم إلى مرفق اليد. يترك الطالب ليجرب تحريك القلم بين أصبعيه حتى يجد زاوية مريحة للقلم بين أصابعه.. وبشكل عام يجب أن يكون اتجاه اليد وحركتها مع مسكة القلم مريحة للساعد والكتف ولا تحجب ما يكتبه الطالب. ويجب على المعلم التنويه كذلك على ضرورة إراحة الأصابع أثناء الكتابة وعدم الضغط على القلم حتى لا يؤلم الطالب يده. والضغط على القلم بقوة يولد كتابة كبيرة الحجم، ولكن مع المزيد من التوجيه والدعم المعنوى سيتمكن الطالب بالتدريج من إرخاء يده والتحكم بصورة أكبر بالقلم وزاوية الورقة. ومن الأمور المسهلة والمريحة لمسكة القلم مسكه عن طريق مطاط مريح يحاط بالقلم ويريح الأصابع كما في الصورة:
وهناك بعض الأقلام المصممة لخدمة من يكتب باليد اليسرى وتكون تلك الأقلام رقيقة مكان مسكة الأصابع حتى لا تحجب الرؤية، وتوضح الصورة الآتية خظا في مسك القلم واتجاه الورقة نظرا لتغطية اليد الكلمات التي يكتبها الطالب:

الطفل الاعسر Hook(c)MKHolder

- حجم القلم: يجب أن يكون القلم مريحا لليد أثناء الكتابة بأن يكون صغيرا في المراحل الدنيا دون أن يكون حادا أو مدببا ليسبب خرقا في الورقة، ويترك للطالب الأكبرسنا حرية اختيار وتجربة القلم المناسب ليده، ويجب أن تكون اليد جافة والقلم غير أملس حتى لا يزيد إرهاق اليد أُثناء الكتابة.
4- مكان الدرج أو ذراع الدرج من اليد اليسرى: بعض المقاعد الحديثة مزودة بدرج يتحرك إلى اليمين والأعلى فقط دون مراعاة لمن يكتب باليد اليسرى. ويجب أن يراعى الطلاب الآخرين بأن تطلب لهم مقاعد خاصة أو يوضع له درج إضافي لراحة يدهم اليسرى أثناء الكتابة.
5- اتجاه بعض الحروف: من الأمور الشائعة بين مستخدمي اليد اليسرى هو الخلط في رسم اتجاه بعض الحروف مثل رسم حرف ع على انه 3 مثلا أو تغيير اتجاه رسم السين إلى اليمين مثلا. ويوجه الطالب توجيها لطيفا لتفادي تلك الأخطاء بأن ينوه المعلم بأن السين تتجه نحو النافذة لا الباب(مثلا إذا كانت على الجهة اليسرى) إذا كان يصعب على الطلاب معرفة تحديد اتجاه اليمين من اليسار. وإذا كان اتجاه الكتابة كاملا من اليسار إلى اليمين فعلى المعلم أن يرسم سهما يوضح اتجاه الكتابة ويذكر الطالب بين حين وآخر بهذا الأتجاه. وإذا استمرت المشكلة يستطيع المعلم رسم نقط ليكتب عليها الطالب حتى تعتاد يده على اتجاه الكتابة.
6- استخدام السبورة الشخصية أو ورق كبير الحجم: قد يكون استخدام السبورة أو الورقة كبيرة الحجم أسهل للعين واليد اليسرى في الكتابة، فالكاتب من هذا النوع يحتاج تفهما لحالته والتي تختلف ربما عن بقية الطلاب، قالكتابة على ورقة صغيرة لكاتب مبتدئ قد تجعل اليد اليسرى تغطى الورقة وقد تمنع العين من ملاحظة سير الكتابة والكتابة المبدئية على مساحة أكبر قد تكون أكثر راحة لليد والعين معا. ويسمح للطالب في المدارس الحديثة الكتابة على الأرض بحجم خط كبير ثم يصغر تدريجيا.
7- استخدام منضدة رافعة تحت اليد اليسرى: تستخدم هذه الرافعة في بعض المدارس المتقدمة وهي تعمل على راحة اليد اليسرى أثناء الكتابة، الصورة المرفقة توضح شكل الرافعة:

الطفل الاعسر Writing_slope_222

ويجب علينا كمعلمين و مربين أن ندرك أنه لا فرق في جودة الكتابة بين الكاتب مستخدم اليد اليسرى واليمنى إن أعطى المعتمد على يده اليسرى الاهتمام والإرشادات السليمة ، و ما يصعب تغييره هو العادات الخاطئة في الكتابة والتي قد يلاحظها المعلم من كبر الخط وعدم الانتظام والشخبطة. على المعلم حينها أن يدرك بأن العادات الخاطئة تحتاج إلى وقت قد يفوق الستة أسابيع حتى تستبدل بأخرى صحيحة. فالطالب الذي لم يعتد على التوجيه والاهتمام بكتابته منذ صغره يحتاج تفهما ودعما نفسيا حتى لا ينفر من الكتابة خاصة وأن الأطفال بطبيعتهم أذكياء يدركون أنهم مختلفين عن بقية الطلاب في شكل الكتابة غير المرتب وعدم القدرة على استخدام اليد اليمنى كالأقران بنفس الكفاءة، وذلك من شأنه أن يسبب لهم بعض المشاكل النفسية والتي قد تنعكس علي تلك الفئة سلوكيا واجتماعيا. ونلاحظ من خلال هذه النقطة الهامة أن بعض المشكلات الطلابية البسيطة قد تسبب للطالب أزمة طوال حياته لأنها لم تعالج معالجة سليمة ولم تجد العقل المتفهم الصبور.