همسات توأم روحي
منتدى همسات توأم روحي يرحب بك عضوا هادفا بيننا ونرجو لك طيب الاقامة وان تجد بيننا الاخوة وروح التعاون والفائدة فكل الاقسام فتحت لاجلك (نفسية واجتماعية ودينية وتنمية بشرية زورونا تجدوا الفائدة وساعدونا في نشر المنتدى ودعوة اصدقائكم
همسات توأم روحي
منتدى همسات توأم روحي يرحب بك عضوا هادفا بيننا ونرجو لك طيب الاقامة وان تجد بيننا الاخوة وروح التعاون والفائدة فكل الاقسام فتحت لاجلك (نفسية واجتماعية ودينية وتنمية بشرية زورونا تجدوا الفائدة وساعدونا في نشر المنتدى ودعوة اصدقائكم
همسات توأم روحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همسات توأم روحي

منتدى نفسي واسري وديني وحواري وتعليمي وتكنولوجي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
يعلن منتدى همسات توأم روحي عن وجود قسم للاستشارات النفسية والاسرية ومشكلتك مع طفلك كل هذا في اطار الاسلام وبكل احترام مع استشاري نفسي المنتدى ومديرته نور الاسلام مشكلتك في ايدي امينة 
يسر ادارة منتدى همسات توأم روحي ان تستقبلك زائرنا الكريم بالورود والاحترام وتدعوك للتسجيل معنا لنستفيد من موضوعاتك وآرائك ولتفعيل اشتراكك عليك بالرجوع لبريدك الالكتروني ستجد رسالة من ادارة المنتدى وبها رمز التفعيل 
تعلن أسرة منتدى همسات توأم روحي عن فتح قسم جديد للطلبة والطالبات بجميع المراحل التعليمية شامل موضوعات مرئية ومسموعة لكل المناهج الدراسية للثانوية العامة والمرحلة الاعدادية لاشهر المدرسين (برامج تعليمية) 

اخوانى واخواتى الاعضاء الكرام المنتدى بحاجة ماسة للمشرفين والمشرفات بكل الاقسام فشاركونا 

ممنوع على العضوات وضع صورهن الشخصية او اي صورة نسائيه خادشة للحياء فاجعل وقتك في المنتدى في طاعة
اخوانى واخواتى الاعضاء الكرام تم فتح قسم جديد تابع للهمسات الادبية يتناول مدوناتكم الخاصة شاركونا بأروع المدونات والخواطر الراقية في انتظاركم 
يسر ادارة منتدى همسات توأم روحي ان تعلن عن وجود مكتبة همسات توأم روحي تضم مجموعة من الكتب والرسائل العلمية في مجال علم النفس والتنمية البشرية وبعض الكتب الدينية القيمة نتمنى لكم الاستفادة 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
أذكار أعضاء المنتدى
اللهم يا قادراً على كل شيء .. اغفر لنا كل شيء وارحمنا برحمتك الواسعة التي رحمت بها كل شيء وإذا وقفنا بين يديك لا تسألنا عن أي شيء فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة .

اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا وإلى غيرك لا تكلنا وعن بابك لا تطردنا ومن نعمائك لا تحرمنا ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك سلِّمْنا.

قالوا عن رسولنا الكريم
 كان قـرانا يمشي بين الناس
- كان خلـقـه القــرءان
- كان يمزح ولا يقول الا صدقا
- كان طـعـامه قـــوتـا
- كان اذا اذن المؤدن للصلاة قام من مجلسه كانه لا يعرف احدا
- كان اذا حزبه امر هرع الى الصلاة
- كان لا يعيب طعام قط ولكن اذا عافه رده
المواضيع الأخيرة
» شركة تسويق الكتروني
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالسبت يونيو 13, 2020 3:57 pm من طرف تسويق

» اختبار الذكاء المصور الالكتروني حمل على همسات توأم روحي
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 22, 2016 7:43 am من طرف وسيع الخاطر

» تهنئة ادارة منتدى همسات توام روحي بالعام الميلادي الجديد 2016
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالجمعة يناير 22, 2016 5:27 pm من طرف نور الاسلام

» كلمات صباحية
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 7:28 pm من طرف نور الاسلام

» البحر الميت ... لا تكن كذلك
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 16, 2015 6:22 pm من طرف نور الاسلام

» منيه العمر .. نور الاسلام
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 16, 2015 6:16 pm من طرف نور الاسلام

» مدونة نور الاسلام .. في انتظارك
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 16, 2015 6:11 pm من طرف نور الاسلام

» تهنئة ادارة منتدى همسات توام روحي بالعام الهجري الجديد 1437هــ
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 13, 2015 4:01 pm من طرف نور الاسلام

» تهنئة ادارة المنتدى بعيد الاضحى المبارك 2015
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 22, 2015 10:52 pm من طرف نور الاسلام

» كتاب ( كيف تواجه مشكلاتك ) حمل حصريا على همسات توام روحي
رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 31, 2015 2:52 pm من طرف نور الاسلام

حملة اشتري المصري

ادعم اقتصاد مصرنا 

مصر في حاجة اليك

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأكثر نشاطاً
مدونة نور الاسلام .. في انتظارك
تلخيص مسائل الحج
مقياس تورانس للتفكير الإبداعي وتطبيقاته في البيئة السعودية للتحميل
مقياس الضغوط النفسية (Psychological stress scale )حمل نور الاسلام
معجم المسائل النحوية والصرفية الواردة في القرآن الكريم
رسالة ماجستير : قيم العمل وعلاقتها بالتوافق المهني لدى موظفي القطاعين العام والخاص في مدينة تعز دراسة مقارنة
حكم الخلع في الاسلام
المناهي اللفظية للشيخ محمد بن صالح العثيمين
موسوعة الفتاوى الطبية
كيف تصنع موقعا ناجحا على الإنترنت ؟
منتدى
التبادل الاعلاني
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نور الاسلام
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
فتحي حسني
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
السلطان
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
dr.hasempsy1
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
أبو العباس
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
ماجدة محمد
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
ضحى محمد علي
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
خريج علم نفس
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
احلم ع قدك
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
عيساوي
رمضان ميدان العمل I_vote_rcapرمضان ميدان العمل I_voting_barرمضان ميدان العمل I_vote_lcap 
Like/Tweet/+1


 

 رمضان ميدان العمل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور الاسلام
مديرة المنتدى
مديرة  المنتدى
نور الاسلام


الجنس : انثى

عدد المساهمات : 8681
تاريخ التسجيل : 12/01/2011
الموقع : قلوب لا تعرف الكذب
العمل/الترفيه : في المجال النفسي

رمضان ميدان العمل Empty
مُساهمةموضوع: رمضان ميدان العمل   رمضان ميدان العمل I_icon_minitimeالخميس أغسطس 04, 2011 3:21 pm

[جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ]
رمضان ميدان للعمل
إبراهيم بن محمد الحقيل
29/8/1432
الحمد لله الولي الحميد، الغني الكريم؛ ينعم على عباده بالخيرات، ويفتح لهم أبواب البركات، ويعينهم على فعل الحسنات، نحمده فهو أهل الحمد؛ فالخير بيديه، والشر ليس إليه، ونشكره على ما أعطى وأسدى؛ فعطاياه في خلقه لا تعد، وأفضاله لا تحد؛ خلق عباده من العدم، وأمدهم بالنعم، وهداهم للإيمان، وجزاهم عليه بالإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ جعل الليالي والأيام ظرفا لأعمال العباد، وكل عامل يجد ثمرة عمله أمامه [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ] {الزَّلزلة:7-8} وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ كان يبشر أصحابه برمضان، ويخبرهم أنه شهر مبارك، ويجتهد فيه بالطاعات، ويلزم المسجد معتكفا في عشره الأخيرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستقبلوا هذا الشهر الكريم بتجديد التوبة وكثرة الاستغفار، واعمروه بأفضل أعمالكم، وحققوا فيه ما شُرع من أجله وهو التقوى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] {البقرة:183}.
أيها الناس: في قانون الحياة الدنيا يجد كل عامل أثر عمله، ويجني ثمرة كده وسعيه، والذي لا يعمل لا يجني شيئا، والذي يرتزق بالجريمة يعاقب بجرمه، والذي يحسن في عمله يفرح بكسبه، ويجد لذة عيشه [كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا] {الإسراء:20}.
وكما أن الله تعالى جعل قانون النجاح في الحياة الدنيا معلقا بأسباب العمل والإنتاج فإنه سبحانه جعل الفلاح في الآخرة معلقا بأسباب الإيمان والعمل الصالح، فلا فوز في الآخرة بلا إيمان وعمل، بل هو الخسران المبين، والعذاب الأليم [مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا] {النساء:124}.

إن القرآن مليء بالآيات الكريمة التي فيها ترتيب الجزاء على الأعمال، وأن عمل العبد سبب لربحه أو خسارته، وأنه إنما يجني يوم القيامة ما كسبت يده [فَاليَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] {يس:54} وفي آية أخرى [كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ] {المدَّثر:38}.
وفي القرآن تصريح بالجزاء على الأعمال سواء في حق أهل الجنة أم في حق أهل النار:
ففي أصحاب الجنة [لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ] {سبأ:4} وفي آية أخرى [فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ] {المائدة:85}.
إنهم قوم زكوا قلوبهم بالإيمان والتوحيد، وزكوا جوارحهم بالأعمال الصالحة، فكانت الجنة جزاء تزكيتهم [جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى] {طه:76}.
وجزاؤهم على العمل الصالح جزاء كبير عظيم، لم تره عين من قبل، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر [فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {السجدة:17}.
وقد يغتر المستغنون بأموالهم، المستقوون بأولادهم أن ذلك ينفعهم يوم القيامة فنفى الله تعالى ذلك، وأثبت أنه لا ينفع إلا الإيمان والعمل، وأن صاحبه يجازى بأضعاف ما كان يعمل؛ فضلا من الله تعالى وكرما [وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آَمِنُونَ] {سبأ:37} ثم زادهم فأعطاهم أكثر مما عملوا [جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا] {النَّبأ:36}.

والنية الصالحة مع العمل هي السبب لبلوغ هذا الأمل، وهو الأمل في رضا الله تعالى وجنته، وإلا فإن من عمل للناس وكل إليهم ليجزوه على عمله ولن يجزوه كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»رواه مسلم.
ولما ذكر الله تعالى جزاء الطائعين ذكر من أوصافهم إطعام الطعام، ولكن إطعامهم ليس لأجل ثواب البشر؛ أو ليقال ما أغناهم وما أكرمهم وما أجودهم!! بل هو لله تعالى [إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا] {الإنسان:9} وتكثر في رمضان أوجه إطعام الطعام، في مد موائد الإفطار، فليحذر من يبذلون ذلك من الرياء، فلا جزاء إلا بإخلاص.
وفي آيات أخرى يُجعل الصبر سببا للجزاء؛ لأن فعل الطاعة والكف عن المعصية يحتاج إلى صبر [أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا] {الفرقان:75} [وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا] {الإنسان:12}. فإحسانهم لا يضيعه الله تعالى [لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ] {الزُّمر:34} ويجرى فيهم قانون المجازاة على الإحسان [هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ] {الرَّحمن:60}.
والجزاء على الأعمال ثابت أيضا في أصحاب النار، فلم يظلمهم الله تعالى حين عذبهم، بل عاملهم بعدله وهو الحكم العدل سبحانه وتعالى، وجازاهم بأعمالهم التي عملوها في الدنيا [وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأعراف:147} وبين سبحانه أن جزاءهم مقابل لكفرهم [جَزَاءً وِفَاقًا] {النَّبأ:26} أَيْ: جَزَيْنَاهُمْ جَزَاءً وَافَقَ أَعْمَالَهُمْ، وقال سبحانه وتعالى في المنافقين [إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] {التوبة:95}.
ولما قال الشيطان في آدم وذريته [أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا] {الإسراء:62} قال الله تعالى له [اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا] {الإسراء:63}.
وكما جزي أهل الإحسان بإحسانهم فكذلك جزي أهل السوء بإساءاتهم [وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] {يونس:27}.
وفي الجمع بين الفريقين في آية واحدة [وَللهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى] {النَّجم:31}.
ومن قانون جزاء الله تعالى أنه يكون كريما مع عباده المؤمنين فيجزيهم بأحسن أعمالهم، وأحسن أعمالهم هو توحيده سبحانه [وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ] {العنكبوت:7}.
ومن عدله مع الكافرين أنه لا يجزيهم إلا بأعمالهم، ولكن لشدة مقته سبحانه لهم يجزيهم بأسوأ أعمالهم وهو الكفر به سبحانه [فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ] {فصِّلت:27}.
فالله تعالى مُحْسِنٌ إلَى عِبَادِهِ المؤمنين فِي الْجَزَاءِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ الصَّالِحَةِ إحْسَانًا يَسْتَحِقُّ بِهِ الْحَمْدَ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الْمُنْعِمُ بِالْأَمْرِ بِهَا؛ وَالْإِرْشَادِ إلَيْهَا، وَالْإِعَانَةِ عَلَيْهَا، ثُمَّ إحْصَائِهَا ثُمَّ تَوْفِيَةِ جَزَائِهَا. فَكُلُّ ذَلِكَ فَضْلٌ مِنْهُ وَإِحْسَانٌ؛ إذْ كُلُّ نِعْمَةٍ مِنْهُ فَضْلٌ، وَكُلُّ نِقْمَةٍ مِنْهُ عَدْلٌ.
وليس جزاؤه لعباده بالجنة ثمنا لأعمالهم في الدنيا؛ لأن الجنة لا ثمن لها؛ ولأن الله تعالى قد أنعم على العباد في الدنيا نعما تربو على أعمالهم مهما بلغت، ولكن حكمته سبحانه اقتضت أن تكون الأعمال الصالحة سببا لرضوانه وجنته، التي ينالها أهلها برحمته سبحانه وتعالى لهم، ولا ينالونها بمجرد أعمالهم.
نسأل الله تعالى أن يغدق علينا من فضله، وأن يشملنا بعفوه، وأن يسعنا برحمته، وأن يعيننا على ما يرضيه، إنه سميع مجيب.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...


الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعملوا صالحا فإنكم مجزيون بأعمالكم [إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ] {يونس:4}.
أيها المسلمون: رمضان ميدان للعمل الصالح فسيح، وسوق للآخرة كبير، وأرباحه مضمونة، والأعمال فيه محفوظة، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» رواه الشيخان.
وإنما تفتح في رمضان أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، بسبب ما يقوم به العباد من أعمال صالحة ترضي الله تعالى، فيرضى سبحانه عن أعمال الصالحين فيه.
إن رمضان ميدان لجملة كبيرة من الأعمال الصالحة؛ فصيامه فريضة، والصوم من أجلِّ الأعمال؛ إذ يدع الصائم شهواته لله تعالى، وقد قال سبحانه في الحديث القدسي:«كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»رواه الشيخان. وقَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
وفيه الصدقة، وَقد كان النبي صلى الله عليه وسلم: «أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ».
ومن الصدقة: إطعام الطعام، وسقي الماء، ومَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ كما جاء في الحديث.
وهو شهر القرآن بنص القرآن [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ] {البقرة:185} وكان جبريل عليه السلام يدارس فيه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل ليلة، مما يدل على خصوصية قراءة القرآن فيه على غيره.
وفي ليله تعج مساجد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالقرآن، يصلون التراويح. ولقيام رمضان ميزة على سائر ليالي العام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه الشيخان.
وفي رمضان ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما جاء في الحديث.
والعمرة في رمضان ليست كالعمرة في غيره؛ إذ تعدل العمرة فيه حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فكل هذه الأعمال الكبيرة بأجورها العظيمة لتدل على أن رمضان ميدان للعمل الصالح، وموسم من مواسم الله تعالى يفيض فيه على عباده من فضله ورحمته وعفوه ومغفرته، فلا يضيعه إلا ضائع، ولا يفرط فيه إلا جاهل، فاستقبلوه خير استقبال، وأروا الله تعالى فيه من أنفسكم خيرا، واعمروه بالطاعات، واجتنبوا مجالس اللهو والغفلة والشاشات؛ فإنها تسرق أوقات الناس وأعمالهم، وتأكل حسناتهم كما تأكل النار الحطب..
وصلوا وسلموا على نبيكم...

[جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ]
رَمَضَانُ مَيْدَانٌ لِلْعَمَلِ
إبراهيم بن محمد الحقيل
29/8/1432
الحَمْدُ للهِ الوَلِيِّ الحَمِيدِ، الغَنِيِّ الكَرِيمِ؛ يُنْعِمُ عَلَى عِبَادِهِ بِالخَيْرَاتِ، وَيَفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابَ البَرَكَاتِ، وَيُعِينُهُمْ عَلَى فِعْلِ الحَسَنَاتِ، نَحْمَدُهُ فَهُوَ أَهْلُ الحَمْدِ؛ فَالخَيْرُ بِيَدَيْهِ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَى وَأَسْدَى؛ فَعَطَايَاهُ فِي خَلْقِهِ لَا تُعَدُّ، وَأَفْضَالُهُ لاَ تُحَدُّ؛ خَلَقَ عِبَادَهُ مِنَ العَدَمِ، وَأَمَدَّهُمْ بِالنِّعَمِ، وَهَدَاهُمْ لِلْإِيمَانِ، وَجَزَاهُمْ عَلَيْهِ بِالإِحْسَانِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ جَعَلَ اللَّيَالِيَ وَالأَيَّامَ ظَرْفًا لِأَعْمَالِ العِبَادِ، وَكُلُّ عَامِلٍ يَجِدُ ثَمَرَةَ عَمَلِهِ أَمَامَهُ؛ [فَمَن يَعۡمَلۡ
مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧ وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ] {الزَّلزلة:7-8}، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ كَانَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ بِرَمَضَانَ، وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، وَيَجْتَهِدُ فِيهِ بِالطَّاعَاتِ، وَيَلْزَمُ المَسْجِدَ مُعْتَكِفًا فِي عَشْرِهِ الأَخِيرَةِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاسْتَقْبِلُوا هَذَا الشَّهْرَ الكَرِيمَ بِتَجْدِيدِ التَّوْبَةِ وَكَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ، وَاعْمُرُوهُ بِأَفْضَلِ أَعْمَالِكُمْ، وَحَقِّقُوا فِيهِ مَا شُرِعَ مِنْ أَجْلِهِ وَهُوَ التَّقْوَى؛ [يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ
عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ
لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ] {البقرة: 183}.
أَيُّهَا النَّاسُ: فِي قَانُونِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا يَجِدُ كُلُّ عَامِلٍ أَثَرَ عَمَلِهِ، وَيَجْنِي ثَمَرَةَ كَدِّهِ وَسَعْيِهِ، وَالَّذِي لاَ يَعْمَلُ لاَ يَجْنِي شَيْئًا، وَالَّذِي يَرْتَزِقُ بِالجَرِيمَةِ يُعَاقَبُ بِجُرْمِهِ، وَالَّذِي يُحْسِنُ فِي عَمَلِهِ يَفْرَحُ بِكَسْبِهِ، وَيَجِدُ لَذَّةَ عَيْشِهِ؛ [كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا] {الإسراء:20}.
وَكَمَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ قَانُونَ النَّجَاحِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا مُعَلَّقًا بِأَسْبَابِ العَمَلِ وَالإِنْتَاجِ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الفَلاحَ فِي الآخِرَةِ مُعَلَّقًا بِأَسْبَابِ الإِيمَانِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، فَلا فَوْزَ فِي الآخِرَةِ بِلاَ إِيمَانٍ وَعَمَلٍ، بَلْ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ، وَالعَذَابُ الأَلِيمُ؛ [مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ
وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٢٣ وَمَن
يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ
فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرٗا] {النساء:123-124}.
إِنَّ القُرْآنَ مَلِيءٌ بِالآيَاتِ الكَرِيمَةِ الَّتِي فِيهَا تَرْتِيبُ الجَزَاءِ عَلَى الأَعْمَالِ، وَأَنَّ عَمَلَ العَبْدِ سَبَبٌ لِرِبْحِهِ أَوْ خَسَارَتِهِ، وَأَنَّهُ إِنَّمَا يَجْنِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كَسَبَتْ يَدُهُ؛ [فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ] {يس:54}، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: [كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ] {المدَّثر:38}.
وَفِي القُرْآنِ تَصْرِيحٌ بِالجَزَاءِ عَلَى الأَعْمَالِ؛ سَوَاءٌ فِي حَقِّ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَمْ فِي حَقِّ أَهْلِ النَّارِ:
فَفِي أَصْحَابِ الجَنَّةِ: [لِّيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ] {سبأ:4}، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: [فَأَثَٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ
ٱلۡمُحۡسِنِينَ] {المائدة:85}.
إِنَّهُمْ قَوْمٌ زَكُّوا قُلُوبَهُمْ بِالإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ، وَزَكُّوا جَوَارِحَهُمْ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، فَكَانَتِ الجَنَّةُ جَزَاءَ تَزْكِيَتِهِمْ؛ [جَنَّٰتُ عَدۡنٖ
تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ] {طه:76}.
وَجَزَاؤُهُمْ عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ جَزَاءٌ كَبِيرٌ عَظِيمٌ، لَمْ تَرَهُ عَيْنٌ مِنْ قَبْلُ، وَلَمْ تَسْمَعْ بِهِ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ؛ [فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ] {السجدة:17}.
وَقَدْ يَغْتَرُّ المُسْتَغْنُونَ بِأَمْوَالِهِمُ، المُسْتَقْوُونَ بِأَوْلادِهِمْ أَنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنَفَى اللهُ تَعَالَى ذَلِكَ، وَأَثْبَتَ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ إِلاَّ الإِيمَانُ وَالعَمَلُ، وَأَنَّ صَاحِبَهُ يُجَازَى بِأَضْعَافِ مَا كَانَ يَعْمَلُ؛ فَضْلاً مِنَ اللهِ تَعَالَى وَكَرَمًا؛ [وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ
عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ
ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ] {سبأ:37}؛ ثُمَّ زَادَهُمْ فَأَعْطَاهُمْ أَكْثَرَ مِمَّا عَمِلُوا؛ [جَزَآءٗ مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً
حِسَابٗا] {النَّبأ:36}.
وَالنِّيَّةُ الصَّالِحَةُ مَعَ العَمَلِ هِيَ السَّبَبُ لِبُلُوغِ هَذَا الأَمَلِ، وَهُوَ الأَمَلُ فِي رِضَا اللهِ تَعَالَى وَجَنَّتِهِ، وَإِلاَّ فَإِنَّ مَنْ عَمِلَ لِلنَّاسِ وُكِلَ إِلَيْهِمْ لِيَجْزُوهُ عَلَى عَمَلِهِ وَلَنْ يَجْزُوهُ، كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«قَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَلَمَّا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى جَزَاءَ الطَّائِعِينَ ذَكَرَ مِنْ أَوْصَافِهِمْ إِطْعَامَ الطَّعَامِ، وَلَكِنَّ إِطْعَامَهُمْ لَيْسَ لِأَجْلِ ثَوَابِ البَشَرِ؛ أَوْ لِيُقَالَ: مَا أَغْنَاهُمْ! وَمَا أَكْرَمَهُمْ! وَمَا أَجْوَدَهُمْ! بَلْ هُوَ للهِ تَعَالَى: [إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا] {الإنسان:9}، وَتَكْثُرُ فِي رَمَضَانَ أَوْجُهُ إِطْعَامِ الطَّعَامِ، فِي مَدِّ مَوَائِدِ الإِفْطَارِ، فَلْيَحْذَرْ مَنْ يَبْذُلُونَ ذَلِكَ مِنَ الرِّيَاءِ، فَلاَ جَزَاءَ إِلاَّ بِإِخْلاصٍ.
وَفِي آيَاتٍ أُخْرَى يُجْعَلُ الصَّبْرُ سَبَبًا لِلْجَزَاءِ؛ لِأَنَّ فِعْلَ الطَّاعَةِ وَالكَفَّ عَنِ المَعْصِيَةِ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ؛ [أُوْلَٰٓئِكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُواْ
وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰمًا] {الفرقان:75}، [وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا] {الإنسان:12}.
فَإِحْسَانُهُمْ لاَ يُضَيِّعُهُ اللهُ تَعَالَى: [لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ] {الزُّمر:34}، وَيَجْرِي فِيهِمْ قَانُونُ المُجَازَاةِ عَلَى الإِحْسَانِ: [هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ] {الرَّحمن:60}.
وَالجَزَاءُ عَلَى الأَعْمَالِ ثَابِتٌ أَيْضًا فِي أَصْحَابِ النَّارِ، فَلَمْ يَظْلِمْهُمُ اللهُ تَعَالَى حِينَ عَذَّبَهُمْ، بَلْ عَامَلَهُمْ بِعَدْلِهِ وَهُوَ الحَكَمُ العَدْلُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وَجَازَاهُمْ بِأَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا فِي الدُّنْيَا؛ [وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا وَلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡۚ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ] {الأعراف:147}، وَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ جَزَاءَهُمْ مُقَابِلٌ لِكُفْرِهِمْ؛ [جَزَآءٗ وِفَاقًا] {النَّبأ:26}؛ أَيْ: جَزَيْنَاهُمْ جَزَاءً وَافَقَ أَعْمَالَهُمْ، وَقَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فِي المُنَافِقِينَ:[ إِنَّهُمۡ رِجۡسٞۖ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ
يَكۡسِبُونَ] {التوبة:95}.
وَلَمَّا قَالَ الشَّيْطَانُ فِي آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ:[أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي
كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ
ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا] {الإسراء:62}، قَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُ:[ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءٗ مَّوۡفُورٗا] {الإسراء:63}.
وَكَمَا جُزِيَ أَهْلُ الإِحْسَانِ بِإِحْسَانِهِمْ، فَكَذَلِكَ جُزِيَ أَهْلُ السُّوءِ بِإِسَاءَاتِهِمْ؛[ وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۢ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ] {يونس:27}.
وَفِي الجَمْعِ بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ:[ وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي
ٱلۡأَرۡضِ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَٰٓـُٔواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ
بِٱلۡحُسۡنَى] {النَّجم:31}.
وَمِنْ قَانُونِ جَزَاءِ اللهِ تَعَالَى أَنَّهُ يَكُونُ كَرِيمًا مَعَ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ فَيَجْزِيَهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ، وَأَحْسَنُ أَعْمَالِهِمْ هُوَ تَوْحِيدُهُ سُبْحَانَهُ؛ [وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ] {العنكبوت:7}.
وَمِنْ عَدْلِهِ مَعَ الكَافِرِينَ أَنَّهُ لاَ يَجْزِيهِمْ إِلاَّ بِأَعْمَالِهِمْ، وَلَكِنْ لِشِدَّةِ مَقْتِهِ سُبْحَانَهُ لَهُمْ، يَجْزِيهِمْ بِأَسْوَأِ أَعْمَالِهِمْ، وَهُوَ الكُفْرُ بِهِ سُبْحَانَهُ؛ [فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ] {فصِّلت:27}.
فَاللهُ تَعَالَى مُحْسِنٌ إِلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ فِي الجَزَاءِ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ إحْسَانًا يَسْتَحِقُّ بِهِ الحَمْدَ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الْمُنْعِمُ بِالْأَمْرِ بِهَا؛ وَالْإِرْشَادِ إلَيْهَا، وَالْإِعَانَةِ عَلَيْهَا، ثُمَّ إحْصَائِهَا ثُمَّ تَوْفِيَةِ جَزَائِهَا، فَكُلُّ ذَلِكَ فَضْلٌ مِنْهُ وَإِحْسَانٌ؛ إذْ كُلُّ نِعْمَةٍ مِنْهُ فَضْلٌ، وَكُلُّ نِقْمَةٍ مِنْهُ عَدْلٌ.
وَلَيْسَ جَزَاؤُهُ لِعِبَادِهِ بِالجَنَّةِ ثَمَنًا لِأَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا؛ لِأَنَّ الجَنَّةَ لاَ ثَمَنَ لَهَا؛ وَلِأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَنْعَمَ عَلَى العِبَادِ فِي الدُّنْيَا نِعَمًا تَرْبُو عَلَى أَعْمَالِهِمْ مَهْمَا بَلَغَتْ، وَلَكِنَّ حِكْمَتَهُ سُبْحَانَهُ اقْتَضَتْ أَنْ تَكُونَ الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ سَبَبًا لِرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ، الَّتِي يَنَالُهَا أَهْلُهَا بِرَحْمَتِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لَهُمْ، وَلاَ يَنَالُونَهَا بِمُجَرَّدِ أَعْمَالِهِمْ.
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُغْدِقَ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلِهِ، وَأَنْ يَشْمَلَنَا بِعَفْوِهِ، وَأَنْ يَسَعَنَا بِرَحْمَتِهِ، وَأَنْ يُعِينَنَا عَلَى مَا يُرْضِيهِ، إِنَّه سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمَلُوا صَالِحًا؛ فَإِنَّكُمْ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِكُمْ؛ [إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ
يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ
وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ] {يونس:4}.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: رَمَضَانُ مَيْدَانٌ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ فَسِيحٌ، وَسُوقٌ لِلْآخِرَةِ كَبِيرٌ، وَأَرْبَاحُهُ مَضْمُونَةٌ، وَالأَعْمَالُ فِيهِ مَحْفُوظَةٌ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»؛ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
وَإِنَّمَا تُفَتَّحُ فِي رَمَضَانَ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النَّارِ، بِسَبَبِ مَا يَقُومُ بِهِ العِبَادُ مِنْ أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ تُرْضِي اللهَ تَعَالَى، فَيَرْضَى سُبْحَانَهُ عَنْ أَعْمَالِ الصَّالِحِينَ فِيهِ.
إِنَّ رَمَضَانَ مَيْدَانٌ لِجُمْلَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ فَصِيَامُهُ فَرِيضَةٌ، وَالصَّوْمُ مِنْ أَجَلِّ الأَعْمَالِ؛ إِذْ يَدَعُ الصَّائِمُ شَهَوَاتِهِ للهِ تَعَالَى، وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ:«كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»؛رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
وقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؛مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِيهِ الصَّدَقَةُ، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ».
وَمِنَ الصَّدَقَةِ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَسَقْيُ المَاءِ، «وَمَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»؛ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ.
وَهُوَ شَهْرُ القُرْآنِ بِنَصِّ القُرْآنِ: [شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ] {البقرة:185}، وَكَانَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلامُ- يُدَارِسُ فِيهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى خُصُوصِيَّةِ قِرَاءَةِ القُرْآنِ فِيهِ عَلَى غَيْرِهِ.
وَفِي لَيْلِهِ تَعُجُّ مَسَاجِدُ المُسْلِمِينَ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا بِالقُرْآنِ، يُصَلُّونَ التَّرَاوِيحَ.
وَلِقِيَامِ رَمَضَانَ مَيْزَةٌ عَلَى سَائِرِ لَيَالِي العَامِ؛ فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؛رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
وَفِي رَمَضَانَ لَيْلَةُ القَدْرِ، وَهِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ؛ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ.
وَالعُمْرَةُ فِي رَمَضَانَ لَيْسَتْ كَالعُمْرَةِ فِي غَيْرِهِ؛ إِذْ تَعْدِلُ العُمْرَةُ فِيهِ حَجَّةً مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَكُلُّ هَذِهِ الأَعْمَالِ الكَبِيرَةِ بِأُجُورِهَا العَظِيمَةِ لَتَدُلُّ عَلَى أَنَّ رَمَضَانَ مَيْدَانٌ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَمَوْسِمٌ مِنْ مَوَاسِمِ اللهِ تَعَالَى، يُفِيضُ فِيهِ عَلَى عِبَادِهِ مِنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ وَعَفْوِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، فَلا يُضَيِّعُهُ إِلاَّ ضَائِعٌ، وَلاَ يُفَرِّطُ فِيهِ إِلاَّ جَاهِلٌ، فَاسْتَقْبِلُوهُ خَيْرَ اسْتِقْبَالٍ، وَأَرُوا اللهَ تَعَالَى فِيهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا، وَاعْمُرُوهُ بِالطَّاعَاتِ، وَاجْتَنِبُوا مَجَالِسَ اللَّهْوِ وَالغَفْلَةِ وَالشَّاشَاتِ؛ فَإِنَّهَا تَسْرِقُ أَوْقَاتَ النَّاسِ وَأَعْمَالَهُمْ، وَتَأْكُلُ حَسَنَاتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الحَطَبَ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hamasat.forumclan.com
 
رمضان ميدان العمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دوام العمل الصالح بعد رمضان من اعظم ادلة قبول الصيام والقيام
» مشهد رأسي من ميدان التحريرهشام الجخ حمل وشاهدعلى همسات توأم روحي
» حكم الهدية في العمل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همسات توأم روحي :: همسات توأم روحي الاسلامية :: الخيمة الرمضانية-
انتقل الى: