عناية الله تعالى بنبيه صل الله عليه وسلم قبل مولده

عناية الله تعالى بنبيه صل الله عليه وسلم قبل مولده

إن القيادة والرئاسة تتطلب مواصفات خاصة في الشخص الدي
يحكم قبيلة ما أو دولة كي يشعر بلأمن والأمان .
ولكن ما بالنا إدا كان هدا الإنسان يقود شعوبا وأمما مختلفة
الطباع والتقاليد واللغات إدن لابد أن يعد إعدادا خاصا كي
يتحمل الرسالة التي كلف من أجلها .
ولما كانت رسالته صلى الله عليه وسلم هي الخاتمة للرسالات والعامة للإنس
والجن مجتمعين .كان إعداد الله تعالى له وعنايته به وحسن
رعايته له لتحمل هده الرسالة والقيام بأعبائها ومسؤولياتها
ولتخرج به خير أمة أخرجت الناس الأمة التي تحرس عقيدة
التوحيد وتحمي الإسلام وتدعو للسلام وتحفظ للبشرية كل
أمن وخير

**كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله**.
لدا كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مغمورا برعاية وعناية وإعداد خاص
من قبل أن يولد مند افتداء والده من الدبح بعد أن عزم عبد
المطلب على دبحه وفاء لندره فكان عبد المطلب قد ندرحين لقي
من قريش ما لقي عند حفر بئر زمزم وقال لئن ولد لي عشرة
نفر لأدبحن واحدا منهم فوقع الدبح على عبد الله حتى افتدى
بمائة من الإبل.
قال ابن إسحاق ثم انصرف عبد المطلب اخدا بيد عبد الله
فمر به على امرأة من بني أسد وهي عند الكعبة فقالت له حين
نظرت إلى وجهه أين تدهب يا عبد الله قال مع أبي قالت لك
مثل الإبل التي نحرت عنك وتزوجني الآن قال أنا مع أبي
ولا أستطيع فراقه.
فخرج عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة
وهو يومئد سيد بني زهرة نسبا وشرفا فزوجه ابنته أمنة بنت
وهب وهي يومئد أفضل امرأة في قريش نسبا فحملت برسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه من
قبل فأعرضت فقال لها مالك لا تعرضين علي اليوم ماكنت
عرضت علي بلأمس فقالت له فارقك النور الدي كان معك
بلأمس فليس لي بك اليوم حاجة وقد كانت تسمع من أخيها
ورقة بن نوفل أنه سيكون في هده الأمة نبي .
ولعل افتداء عبد الله لأنه كان يحمل معه أمانة كبرى لا بد أن يؤديها
وهي نطفة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أداها استوفى أجله.
وأيضا من الدلائل على حسن رعاية الله له راحة أمه في حمله.
وبشراها به صلى الله عليه وسلم وقالت فلما حملت ما شعرت
بأني قد أنكرت رفع حيضتي , فأتاني أت وأنا بين النائم واليقظان
فقال هل شعرت بأنك حملت فكأني أقول ما أدري فقال إنك حملت
بسيد هده الأمة ونبيها ودلك يوم الإثنين فقالت فكان دلك مما أيقن
عندي الحمل.
ولا شك أن النسب الشريف الزكي شرط من شروط النبوة,
وعلامة من علاماتها لهدا كان فضل الله على نبيه عظيما,إد حفظله نسبه
وطهره واصطفاه فلم يزل ينتقل صلى الله عليه وسلم من أصلاب زكية
الى أرحام طاهرة,من لدن أدم حتى انتهى الى أبيه وأمه,واتصل نسبه
الشريف بشجرة طيبة هي شجرة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
ولقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن طهارة نسبه وطيب أصله فقال

""إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ,واصطفى من ولد إسماعيل
بني كنانة , واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم"".
ومع أن طهارة النسب وعراقة الأصل لهما أثرهما الواضح في حياة العظماء,
ونجاح الرسالات إلا أنها وحدها لا تكفي في صنع الرجل العظيم , بل لابد
من رعاية الله وفضله.