خطر الاستهانة بالذنوب
اٍعلم رحمني الله و إٍياك أن الله عزوجل أمر العباد بإٍخلاص
التوبة وجوبا فقال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ
تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَـاتِكُمْ
وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } التحريم الآية 8.
و منحنا الله مهلة للتوبة قبل أن يقوم الكرام الكاتبون بالتدوين
فقال صلى الله عليه و سلم : {اٍن صاحب الشمال ليرفعُ
القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ , فاٍن ندم و
استغفر الله منها ألقاها , و اٍلآ كتبت واحدة } رواه الطبراني
في الكبير و البيهقي في شعب الاٍيمان و حسنه الألباني.
و مهلة أخرى بعد الكتابة و قبل حضور الأجل .
و مصيبة كثير من الناس اليوم أنهم لا يرجون لله وقارا ,
فيعصونه بأنواع الذنوب ليلا ونهارا , و منهم من ابتلي باستصغار
الذنوب , فترى أحدهم يحتقر في نفسه بعض الصغائر , فيقول مثلا :
و ماذا تضُر نظرة أو مصافحة أجنبية ؟ {الأجانب هم ما سوى المحارم}.
و يتسلون بالنظر الى المحرمات في المجلات و المسلسلات ,
و منهم من اٍذا علم بحرمة مسألة , سأل هل هي كبيرة أم صغيرة ؟
كم سيئة فيها ؟ فهذا السائل حقيقة لم يقرأ الأثرين من صحيح الاٍمام البخاري رحمه الله .
عن أنس رضي الله عنه قال : {اٍنكم لتعملون أعمالا هي
أدق في أعينكم من الشعر , كُنا نُعدِها على عهد رسول الله
صلى الله عليه و سلم من الموبقات}. و الموبقات هي المهلكات.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : { اٍن المؤمن يرى ذنوبه
كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه . و اٍن الفاجر يرى ذنوبه
كذباب مر على أنفه فقال به هكذا -أي بيده- فذبه عنه.
و هل يُقدر هذا السائل الآن خطورة الأمر أم يريد أن يقرأ
حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم {اٍياكم و مُحقِِرات
الذنوب , فاٍنما مثل محُقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ ,
فجاء ذا بعودٍ , و جاء ذا بعودٍ , حتى حملوا ما أنضجوا به
خُبزهم , و اٍن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها
تُهلكه} و في رواية اٍياكم و محقرات الذنوب فاٍنهن يجتمعن
على الرجل حتى يُهلكنه} رواه أحمد.
و قد ذكر أهل العلم أن : الصغيرة قد يقترن بها من قلة الحياء و
عدم المبالاة و ترك الخوف من الله مع الاستهانة بها ما يُلحقها
بالكبائر بل يجعلها في رتبتها . و لأجل ذلك لا صغيرة مع الاٍصرار ,
و لا كبيرة مع الاستغفار.
و نقول لمن هذا حاله : لا تنظر الى صغر المعصية و لكن اُنظر الى
من عصيت .
و هذه الكلمات سينتفع بها اٍن شاء الله الصادقون , الذين أحسوا
بالذنب و التقصير و ليس المُصِرون على باطلهم .
إٍنها لمن يؤمن بقوله تعالى : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
الحجر الآية 49 . كما يؤمن بقوله : {وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ }. الحجر الآية 50.
و أسأل الله أن يجعلني أنا و إٍياكم ممن لا يحتقرون أي ذنب.
من كتيب : أريد أن أتوب و لكن..!!
الشيخ : المنجد